خطوات مهمة لدعم مقاومين الاحتلال في فلسطين باعتبارهم حركات تحرر وطني
المؤتمر القومي العربي في بيان بمناسبة الذكرى 79 لتأسيس جامعة الدول العربية يشدد على دعم حركات المقاومة الفلسطينية ورفض إلصاق تهمة الإرهاب بها
أصدر المؤتمر القومي العربي في 22 مارس 2024
بيان بمناسبة الذكرى 79 لتأسيس جامعة الدول العربية
دعى فيه الى مراجعة جريئة وشاملة لتجربة هذه المؤسسة لمعالجة التباعد الكبير بين ميثاقها وأهدافها، وبين ممارساتها وقرارها.
وجاء فيه أنه “ومن خلال تقييم موضوعي سريع لهذه المؤسسة يمكن لجماهير الامة العربية، كما لنخبها السياسية والفكرية والنضالية ، أن تعلن ان جامعة الدول العربية كمعبّر عن النظام الرسمي العربي لم تلتزم بميثاقها وبعهودها بل انها في أحيان كثيرة كانت تأخذ قرارات مناقضة لميثاقها وللمبادئ التي قامت عليها .”
وأكد على ان التباعد بين المبادئ والمواثيق والمعاهدات التي قامت عليها الجامعة وبين السياسات المتبعة من قبلها بات واسعاً جداً بما ترك تأثيرات سلبية، ليس على النظام الرسمي العربي فقط، بل على العروبة نفسها حيث ارتفعت أصوات العديد من المشككين متساءلة اين العرب ؟ علماً ان موقف الشعب العربي في كل أقطاره واضح لا لبس فيه وإنْ كانت قيود الأنظمة تحول دون التعبير الكامل عنه
ودعى المؤتمر القومي في بيانه لتصحيح المسار وحدد 12 خطوة لتطوير العمل العربي المشترك . ركزت سبع منها على خطوات دعم قضية فلسطين وكفاح شعبها المجاهد وحركاته التحررية لنيل الإستقلال
واننا محامو العدالة نؤكد عليها وأهميتها وندعو للتحرك للعمل عليها من كل المدافعون عن الإنسانية في العالم وخاصة المنظمات المعنية بحقوق الإنسان وبالأخص الدولية الحكومية كما غير الحكومية وبالاخص مكونات المجتمعات والشعوب العربية والإسلامية
ونحيل التأكيد عليها بنص البيان
صدر عن الأمين العام للمؤتمر القومي العربي الأستاذ حمدين صباحي ما يلي:
79 عاماً مرّت على تأسيس جامعة الدول العربية كإطار للعمل العربي المشترك ولإطلاق مؤسسات وعقد اتفاقات هدفها تطوير العلاقات بين الدول العربية لصون أمنها القومي وتنمية اقتصادها ومواردها، وتعزيز دورها الثقافي والتربوي والاجتماعي…
ومن خلال تقييم موضوعي سريع لهذه المؤسسة يمكن لجماهير الامة العربية، كما لنخبها السياسية والفكرية والنضالية ، أن تعلن ان جامعة الدول العربية كمعبّر عن النظام الرسمي العربي لم تلتزم بميثاقها وبعهودها بل انها في أحيان كثيرة كانت تأخذ قرارات مناقضة لميثاقها وللمبادئ التي قامت عليها .
واليوم وفي ظل ملحمة “طوفان الأقصى” التي يخوضها أهلنا في غزة وعموم فلسطين، ومقاومتنا الباسلة في الأقطار المساندة لشعب فلسطين، نشعر ان التباعد بين المبادئ والمواثيق والمعاهدات التي قامت عليها الجامعة وبين السياسات المتبعة من قبلها بات واسعاً جداً بما ترك تأثيرات سلبية، ليس على النظام الرسمي العربي فقط، بل على العروبة نفسها حيث ارتفعت أصوات العديد من المشككين متساءلة اين العرب ؟ علماً ان موقف الشعب العربي في كل أقطاره واضح لا لبس فيه وإنْ كانت قيود الأنظمة تحول دون التعبير الكامل عنه كما رأينا في اقطار كلبنان واليمن والعراق وسورية حيث استطاعت قوى المقاومة فيها أن تحدث فارقاً لصالح المقاومة في فلسطين.
ان جامعة الدول العربية ومن ورائها النظام الرسمي العربي في الذكرى التاسعة والسبعين لتأسيسها مدعوة اليوم الى اجراء مراجعة جريئة لمسارها، خصوصاً ان الكثير من الاعتبارات والحسابات التي كانت تسيطر على القرار الرسمي العربي قد بدأت تتراجع امام تصاعد حركة المقاومة العربية والإسلامية ضد الاحتلال، وامام تراجع نفوذ القوى الاستعمارية الضاغطة على كل الحكومات العربية في ظل التحولات الدولية الجارية، وامام ارتفاع وتيرة التوحش العنصري الصهيوني الاستعماري ضد شعب فلسطين ومقدساته، وذلك عبر الخطوات التالية :
1- دعوة الحكومات المطبّعة مع العدو الصهيوني الى الغاء اتفاقات التطبيع ، القديمة والجديدة، واغلاق سفارات الكيان في أي عاصمة عربية، وتطبيق قوانين المقاطعة للعدو وداعميه الصادرة عن جامعة الدول العربية .
2- دعم مقاومي الاحتلال في فلسطين وأكناف فلسطين ورفض الصاق تهمة الإرهاب بهم، واعتبار حركات المقاومة حركات تحرر وطني تستحق كل الدعم والمساندة ، كما كان الامر في خمسينيات القرن الماضي حيث تحقق اجتماع عربي ، شعبي ورسمي على مساندة الثورة الجزائرية.
3 – بذل كل الجهود والضغوط بما فيها الاقتصادية والنفطية الممكنة لوقف فوري ودائم للعدوان على غزة وتحقيق مطالب اهلها وفتح كل المعابر الانسانية لوصول المساعدات لاهلها الابطال.
4- اتخاذ الخطوات الضرورية لتعزيز التكامل الاقتصادي العربي الذي يحوّل الوطن العربي الى قوة فاعلة على المستوى الدولي بالإضافة الى تمكينه من تحقيق نهضة اقتصادية شاملة على مستوى الأقطار والمجتمعات العربية.
وفي هذا الاطار ينبغي الإسراع في تطبيق اتفاقية الدفاع العربي المشترك والسوق العربية المشتركة، وسائر الاتفاقيات المعقودة بين الدول العربية والمحفوظة في ادراج الجامعة .
5- دراسة تطوير النظام الأساسي لجامعة الدول العربية لمعالجة كل الثغرات التي شهدتها تجربة الجامعة على مدى ثمانية عقود، لا سيّما عدم السماح بانفراد أي حكومة او مجموعة حكومات باتخاذ قرارات تؤدي الى إيذاء أقطار أخرى ، كما رأينا في العراق وسورية وليبيا واليمن والسودان.
6- الاهتمام بأوضاع المهاجرين والمغتربين العرب في الدول الأجنبية، لا سيّما الغربية منها، خصوصاً بعد أن اتضح حجم التأثير للعرب المقيمين في الخارج في تحريك الرأي العام الدولي دعماً لفلسطين وشعبها ومقاومتها.
7- السعي مع كل الحكومات العربية لتشكيل هيئة خاصة من الحقوقيين العرب من أجل إشاعة أجواء حرية التعبير والحريات العامة واحترام الرأي الأخر، وتحريم الاعتقال السياسي لغير الملوثة أيديهم بالدماء في أي قطر من الأقطار .
8- التعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية الشقيقة، والصديقة من اجل تنظيم حملة هدفها عزل الكيان الصهيوني دولياً على أن تبدأ هذه الحملة بإعادة الاعتبار للقرار الأممي 3379 الذي يعتبر الصهيونية حركة عنصرية، كما بالسعي لملاحقات قضائية امام المحاكم الدولية لمجرمي الحرب في فلسطين واي بلد عربي.
9- السعي لإنشاء صندوق اعمار واسناد وإنقاذ اقتصادي لغزة أولاً، ولكل قطر عربي متضرر من جراء الحروب والفتن التي شهدها الوطن العربي خلال العقود الماضية، حيث ان إعادة الاعمار ليس واجباً انسانياً فقط، بل هو عملية تحريك للنمو الاقتصادي .
10- العمل على الغاء تأشيرات الدخول بين الأقطار العربية بحيث يشعر المواطن العربي بحرية التنقل دون عوائق من المحيط الى الخليج .
11 – دراسة مشاريع اقتصادية مشتركة ذات طابع استراتيجي لا سيّما في مجال المواصلات (سكك حديد) والاتصالات والزراعة والصناعة وتنفيذها بأسرع وقت ممكن.
12- إعطاء الاهتمام اللازم للشأن الثقافي والعلمي والتربوي بأفق وطني وقومي وانساني نظراً لأهمية التربية والعلوم والثقافة في نهضة الامة وإتاحة المجال لأبنائها للحاق بركاب التقدم الإنساني.
ان جامعة الدول العربية التي تأسست أصلاً في ظل ما سمي حينها بمحادثات الوحدة العربية في الإسكندرية في مصر عام 1944، مدعوة اليوم الى ان تقوم بدورها في الوفاء لمنطلقاتها الأساسية وتسعى الى إعادة الاعتبار للوحدة العربية بمعناها المتجدد في برامجنا ومؤسساتنا وتوجهاتنا على غير صعيد.
22/3/2024