في تصرف همجي ضمن سلسلة الاجراءات التعسفية ضد المواطن اليمني.
أقدمت السلطات السعودية على اعتقال معتمرة يمنية بسبب ردة فعلها نتيجة إساءة موظفة الجوازات للشعب اليمني وردها بالقول ( انتم السعوديين دمرتم بلدي)
واستفزازها بالقول عما تحمله امرأة ذهبت لأداء العمرة. واعتبار ردها جريمة يستحق العقاب والسجن.
وكان ردها على سبيل الاستنكار للسؤال ( معي قنابل )
وبهذه الأقوال تم كيل التهم على المواطنة اليمنية المعتمرة إلى بيت الله الحرام إدارنتها بجرم التطاول على الدولة السعودية.
السعودية التي شنت حرب عدوانية على اليمن استهدفت فيها البشر والحجر.
وقتلت وجرحت أكثر من خمسين ألف مواطن يمني كانوا في بيوتهم أو في أعمالهم وفي المساجد والمصانع والطرقات والأسواق أو في صالات العزاء والافراح، عبر الاستهداف المباشر بالصواريخ منذ بداية تدخلها العسكري المباشر في اليمن في مارس ٢٠١٥م وحتى اليوم.
السعودية التي تفرض حصار بري وبحري وجوي على اليمن، السعودية التي تريد فرض قيادة اليمن تابعة لها.
السعودية التي تزعمت تحالف العدوان واتفقت المليارات على الأسلحة التي سقطت على رؤوس أبناء اليمن ودمرت بنيته التحتية وادارت عمليات الاغتيالات ونشر الفوضى الأمنية في اليمن.
هنا نتساءل ماذا لو قال اي مواطن يمني لموظف اي دولة في العالم لم تشارك بلادة في هذا العدوان وقال مثلا ( انتم العمانيين دمرتم بلدي)
لن يحدث اي شي في الاكيد .. لان القول غير منطقي وثقة الموظف أن بلادة لم تضر اليمن بشئ وقد يستغرب منها ويتركها تذهب، لكن ولأن المعتمرة قالت الحقيقة الدامغة، ثارت حفيظة المجرمين الذين ينفقون المليارات من أجل تجميل صورتهم التي شوهتها أفعالهم الإجرامية بحق اليمنيين.
وهل لو حدث مثل هذا الفعل مع زائر للسعودية بغرض حضور حفلات الترفيه، كيف سيكون رد فعل الأجهزة السعودية.
أن المواطنة اليمنية مروة عبد ربه الصبري ذهبت لزيارة اماكن دينية مقدسة، وقدسية تلك الأماكن تكمن في الأمان عند زيارتها، لقول الله تعالى في كتابة العزيز { فِیهِ ءَایَـٰتُۢ بَیِّنَـٰتࣱ مَّقَامُ إِبۡرَ ٰهِیمَۖ وَمَن دَخَلَهُۥ كَانَ ءَامِنࣰاۗ وَلِلَّهِ عَلَى ٱلنَّاسِ حِجُّ ٱلۡبَیۡتِ مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَیۡهِ سَبِیلࣰاۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَنِیٌّ عَنِ ٱلۡعَـٰلَمِینَ }
[سُورَةُ آلِ عِمۡرَانَ: ٩٧].
فيجب على السلطات السعودية احترام الحجاج والزائرين للاماكن المقدسة.
وتحييد الخلافات السياسية والصراعات عن الزوار.
واذا لم تستطع المملكة ضبط سلوكها تجاه زوار بيت الله الحرام فعليها التخلي عن إدارة المناطق المقدسة وتسليمها لهيئة إسلامية محايدة تنظم الزيارات الدينية.
أن محاكمة المرأة اليمنية الزائرة لبيت الله الحرام بتلك التهم السخيفة تستوجب على الأمة الإسلامية الوقوف بحزم تجاه هذا السلوك العدواني واستخدام الأماكن المقدسة في الانتقام من مواطني الدول الأخرى التي لديها نزاع مع السعودية
كما أن ما قامت به السلطات السعودية تجاه المرأة المعتمرة يمثل انتهاكا للقانون الإنساني، والذي يفرض عليها عدم مضايقة أو احتجاز أو اي نوع من الانتهاك لمواطني الدولة الأخرى التي هي في حالة نزاع مسلح معها.
لقد تجاوزت السلطات السعودية عبر أجهزتها العدلية كافة الاعراف الإجتماعية والدينية والعربية والإسلامية والعالمية
بهذا التصرف الفج، ابتداء بالاستفزاز إلى التحقيق والسجن وإصدار احكام بالسجن لمواطنة يمنية بتلك التهمة السخيفة.
اننا نحمل السلطات السعودية المسؤولية الكاملة عن سلامة مروة عبد ربه الصبري، ونطالب بالإفراج الفوري عنها وجبر الضرر الذي أصابها.
ونطالب كافة احرار العالم بالوقوف والتضامن مع زائرة بيت الله الحرام والضغط على السلطات السعودية لإطلاق سراحها وعدم تكرار مثل هذه الأفعال من قبل السلطات السعودية.