لوموند الفرنسية: السعودية اخترقت هاتف الجندوبي رئيس خبراء الامم المتحدة الى اليمن ببرنامج بيغاسوس الصهيوني
كشف تحقيق صحفيّ لصحيفة لوموند الفرنسية أنه تم استهداف هاتف كمال الجندوبي، الذي شغل منصب رئيس فريق خبراء الأمم المتحدة المكلف بالتحقيق في انتهاكات حقوق الانسان في اليمن، ببرمجيات صهيونية للتجسس، سنة 2019. وأكد التقرير، أنّ السعودية وراء هذه الحادثة.
وجاء في التقرير ان الفريق تعرض لضغوط من جميع الاتجاهات المالية والسياسية والدبلوماسية.
وقالت الصحيفة انه تم استهداف هاتف الحقوقي كمال الجندوبي ، باستخدام برنامج تجسس دولي يدعى “نازو” من إنتاج شركة “بيغاسوس” الصهيونيّة.
وقد تم تعيين الجندوبي على رأس فريق الخبراء في مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، في ديسمبر 2017، وكان كمال الجندوبي وفريقه يستعدون لنشر تقريرهم الثاني الذي يعرض بالتفصيل الجرائم التي ارتكبت في اليمن.
وخلص فريق التحقيق إلى أن العديد من الانتهاكات “يمكن أن تؤدي إلى إدانة أشخاص بارتكاب جرائم حرب إذا مثلوا أمام محكمة مستقلة ومختصة” كما طالبوا المجتمع الدولي بالامتناع عن بيع الأسلحة الى الجميع
وقال الجندوبي انه بصفتنا محققين دوليين ، من المفترض أن نكون محميين على الأقل. لكنني لست متفاجئًا لقد كنا نعلم أنه من المحتمل أن نكون مستهدفين منذ نشر تقريرنا سنة 2018
واضاف لقد أحدث هذا التقرير صدمة في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ولم يتوقعوا نشر مثل هذه الاستنتاجات والحقائق عن الحرب في اليمن.
تم إطلاق برنامج التجسس قبل أسابيع من نشر الجندوبي وفريقه التقرير المثير للجدل الذي أثبت أن التحالف الذي تقوده السعودية في حرب اليمن ارتكب انتهاكات خطيرة للقانون الإنساني الدولي وجرائم حرب.
ويظهر رقم هاتف الجندوبي على قاعدة بيانات مسربة تحصلت عليها صحف لوموند والغارديان ووسائل إعلامية أخرى تضمنت القائمة المسربة أعدادًا من الأفراد الذين يُعتقد أنه تم اختيارهم كأهداف مراقبة محتملة من قبل اسرائيل.
وقد أجري التحقيق بالشراكة بين صحيفة لوموند وستة عشر هيئة تحرير أخرى بتنسيق من منظمة Forbidden Stories
وتوقّف تفويض الأمم المتحدة للتحقيق في جرائم الحرب بشكل مفاجئ في 2021 بعد أن صوت أعضاء مجلس حقوق الإنسان على إنهاء التحقيق.
المملكة العربية السعودية استخدمت “تهديدات” كجزء من حملة ضغط لإغلاق تحقيق الأمم المتحدة.
وقال الجندوبي لمشروع بيغاسوس إن استهداف هاتفه يمثل أفعال “دولة مارقة”.
وأضاف “لقد استخدموا كل دعاياتهم ووسائل إعلامهم، لتشويه سمعتنا وتشويه عملنا. مؤكدا أن تلك “الدولة” لا تهتم بالالتزامات والحد الأدنى من القواعد الدولية.
تنديد حقوقي دولي
وتعليقًا على الموضوع، قال روبرت كولفيل المتحدث باسم ميشيل باتشيليت، المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان “إن استهداف المدافعين عن حقوق الإنسان والصحفيين والسياسيين هو مجرد مثال آخر على كيفية تحول الأدوات التي يُزعم أنها تهدف إلى معالجة المخاطر الأمنية، إلى أسلحة ضد الأشخاص ذوي الإعاقة “.
أما ميليسا بارك، المحققة الأسترالية التي تنتمي إلى فريق الخبراء، فقالت: “لو أمكن فقط تطبيق هذه التكنولوجيا وتوجيه الطاقة غير العادية لصالح الشعب اليمني، لكانت الدعوات إلى المساءلة عن الجرائم المرتكبة في اليمن قد أخذت صدى أكبر”.
فيما وصفت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أغنيس كالامارد، نبأ استهداف الجندوبي بأنه “صادم وغير مقبول”.
أما عن موقف مكتب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشأن ما حدث فكان سلبيًا، حسب صحيفة “الغارديان” إذ قال المتحدث باسم الأمم المتحدة “إن الجندوبي كان خبيرا مستقلا وإن الأمم المتحدة ستترك الأمر له للتعليق”.
يجدر ذكره ان اختراق الهاتف ببرنامج التجسس الصهيوني، يمنح الجواسيس النفاذ الكامل للبيانات في الهاتف، بما في ذلك القدرة على تلقي المكالمات الهاتفية وقراءة الرسائل النصية وتتبع الموقع الجغرافي للهاتف
كما يمكن لبرامج التجسس تحويل الهاتف المحمول إلى جهاز استماع يسجل وينقل كل المحادثات مباشرة